من نحن | تواصل معنا: tahrir@mashahidsooriyyah.org

عيونٌ وأيادٍ

إعداد وتصوير: عماد غالي، شبكة الركبان
٢٠٢٢/٣/٢٨
[ENGLISH]      


عند حافة النسيان، في مكان منعزل، يقع مخيم الركبان، هناك ولدت دعاء، وسط الصحراء، لا تعرف عن هذا الكون الفسيح، بخضرته وأنهاره وبحاره شيئا، ما تعرفه شيئا واحدا، أنها في مكان لا تستطيع مغادرته، ومهما بدا فسيحا واسعا، لكنها لا تستطيع الابتعاد كثيراً. دعاء لم ترى الحرب و جحافل الجيوش والمسلحين والحواجز العسكرية، عالمها أرضه رمال وسقفه السماء، وما بينهما لا شيء سوى الحرمان.

أنا دعاء، ولدت في هذا المخيم مع وصول عائلتي إلى هنا عام ٢٠١٥، في الصباح أخرج رفقة أشقائي، نور ودرزية وعمر، نحمل أكياسا فارغة، ونمشي لساعات طويلة، نجمع كل ما يمكن أن نجده في طريقنا، أخشاب، كرتون، بلاستيك، علب فارغة، كل ما يمكن أن يشكل غذاء للنار في منزلنا.

كلما وجدنا أشياء أكثر ظلت النار مشتعلة في منزلها لوقت أطول، تطهو أمي طعامنا فوق الموقد، و تبقيه مشتعلا في الأيام الباردة، لكنها لا تظل مشتعلة لوقت طويل، النار تلتهم ما نجمعه سريعا.

يقول والدي إننا فقراء، وإن توفر الحطب في المخيم وهو قليل جدا لا نملك المال لشرائه، لذلك فنحن نأتي إلى هنا، هذا مكان تُجمع فيه القمامة، فرصنا كبيرة هنا للحصول على ما نريده، لكن ليس هذا كل شيء، نضطر للمشي ساعات طويلة بين البيوت وفي الساحات المحيطة بالمخيم.

لا أعلم لماذا لا أذهب إلى المدرسة، أشاهد بعض الأطفال يذهبون إلى هناك، لكن أيضا هناك أطفال مثلي في المخيم، نلتقيهم حينما نخرج في الصباح أو خلال تجوالنا، وهذه الجولات ليست ممتعة، في الصيف تقتلنا الحرارة، وفي الشتاء يقتلنا البرد، والمشي لساعات طويلة يتعب أقدامنا.

(دعاء، هل عندك أمنيات؟ ما الذي تريدينه مستقبلا؟ )

صمت ….