من نحن | تواصل معنا: tahrir@mashahidsooriyyah.org

عندما يعمل أفضل المحامين مجاناً

مقابلة كلارا كونولي مع سونيا لينيغان

٢٠٢١/٣/٦
[ENGLISH]      

في هذا اللقاء تحدثت كلارا كونولي مع سونيا لينيغان عن مصلح "المحامين الناشطين" و الذي دأبت الحكومة البريطانية على استخدامه مؤخراً لوصف محامي الهجرة الذين ينجحون في الدفاع عن طالبي اللجوء و إيقاف أوامر الترحيل القسري، كما تضمن اللقاء الحديث عن ثكنات الجيش التي استخدمت مؤخرا كسكن لطالبي اللجوء و التغيرات التي تطال قانون اللجوء في بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوربي.

سونيا لينيغان هي المدير القانوني لجمعية ممارسي قانون الهجرة التي تأسست عام ١٩٨٤، غالبية أعضاء الجمعية مرافعون ومحامون ومدافعون يعملون في مجالات الهجرة واللجوء وقانون الجنسية.


كلارا كونولي، وهي محامية هجرة متقاعدة والعضو المؤسس لحركة التضامن البريطاني مع سوريا (Syria Solidarity UK).


كلارا كونولي:
أنت تعرفين محامي الهجرة جيدًا.  ما الذي يحركهم؟ ما الذي جعلهم يصبحون محامي هجرة؟ إنها ليست بالضبط مهنة رفيعة المستوى، أليس كذلك؟

سونيا لينيغان:
لا، ليست مهنة رفيعة المستوى ومردوها المادي غير مرتفع، لكن محامي الهجرة متحمسون للغاية لعملهم، والعمل ينطوي على مساعدة الناس.  لا أعتقد أن أي شخص سيعمل في قانون الهجرة لو لم يكن لديه هذا الشغف.

لا يبدو أن لدى الحكومة تقدير عالٍ للغاية لمحامي الهجرة في الوقت الحالي.  فهم حقًا يثيرون أعصاب الحكومة، أليس كذلك؟  ويسمونهم "المحامين الناشطين". أنا فخورة بأن أكون "محامية ناشطة"، لكن ماذا تعني الحكومة بذلك، وكيف يؤثر ذلك على محامي الهجرة؟

يمكن تلخيص ذلك بأن الحكومة تخسر باستمرار في المحكمة، وهي ليست سعيدة بذلك. استخدموا مصطلح "المحامين الناشطين" على وجه التحديد للسخرية من المحامين الذين يساعدون في إيقاف الرحلات الجوية للأشخاص الذين تحاول وزارة الداخلية إرسالهم إلى بلد آخر.

وكان هناك قدر كبير من النجاح في فوز المحامين بهذه القضايا، لأن الحكومة حاولت تسريع إجراءات الترحيل كثيرًا. لقد كانت محاولات جادة والمحاكم قررت إنه لا يمكنك ترحيل هؤلاء الأشخاص بأمان، وأنت بحاجة لإلغاء الرحلة.  

وهكذا، هذه هي الخلفية التي نشأت فيها هذه اللغة وهذا المصطلح.  من المؤسف للغاية أن تختار الحكومة استهداف المحامين وتعريضهم للخطر من خلال استخدام هذا الخطاب الخطير.

كل ما يفعله هؤلاء المحامون هو ضمان التمسك بالقانون.  هذا هو الأمر.  ليس هناك ناشطون.  أعرف أن الكثير من الناس قد تبنوا المصطلح، وهم يرونه شيئًا إيجابيًا.  لكن لدي مخاوف من الطريقة التي قد يصبح فيها المحامون هدفاً للمتطرفين اليمينيين.

أدرك أن بعض المحامين تلقوا تهديدات منذ أن أصبح هذا الخطاب رائجاً خلال صيف العام الماضي، وهذا أمر مقلق، وغير سار للناس.  لقد رأينا أفرادًا حددتهم الصحافة اليمينية ممن عملوا على هذه القضايا.   وهذا كله يخلق بيئة خطيرة للمحامين.  وكما قلت، هم يقومون بعملهم فقط، ويحاولون ضمان التمسك بالقانون، وبأن لا تتصرف الحكومة بطريقة غير قانونية، فلا ينبغي أن يشعروا بأنهم معرضون للخطر نتيجة ذلك بأي شكل من الأشكال.

كيف برأيك يتعامل المحامون مع ذلك؟ هل تجعلهم حذرين؟

أعرف أن الوضع كان سيئًا للغاية في آب/آغسطس تقريباً، كان الناس قلقين، لكنني لا أعتقد أنه منع أي شخص من القيام بعمله.  لم يكن عملنا هذا شعبياً في أي وقت.  لذلك تعودنا على ذلك.  لكن هذا لا يجعل ما يقومون به مقبولًا أو شيئًا علينا تحمله.

نعم.  أعتقد أنه قد يمنع المحامين من التحدث علناً، لكنه لا يمنعهم من مواصلة عملهم.

لا أعتقد أنه منع الناس من الكلام أيضًا.  فنحن جميعًا نتكلم بصوت عالٍ إلى حدٍ ما، والناس الذين تحدثوا من قبل ما زالوا يفعلون ذلك.

لكن من الواضح أنكم استطعتم مواجهة هجوم الحكومة، وكذلك قطع المساعدات القانونية.  وهذا يقودني إلى السؤال التالي، هل المحامون يعملون مجاناً؟ لأن هذا أمر بالتأكيد لم يكن طالبو اللجوء السوريون ممن سمعنا عنهم على علم به، وقد دفعوا أموالًا مقترضة، ومبالغ ضخمة من المال، لمحامين لا يقومون حتى بالعمل المطلوب منهم.

هذا شيء أحاول تشجيع وزارة الداخلية على توضيحه في المواد التي تقدمها للأشخاص الذين يصلون ويطلبون اللجوء - توضيح أنه من الممكن التعامل مع محامين يعملون مجاناً.

هنا في المملكة المتحدة لدينا ما يسمى بالمساعدة القانونية، حيث تقدم الحكومة التمويل الذي يدفع للمحامين لتقديم المساعدة في اللجوء.  وهذا يعني أنهم سوف يساعدون في طلب اللجوء الخاص بك.

قد يكون من الصعب الوصول إل هذه المساعدة، فقط بسبب نقص في عدد المحامين الذين يقومون بمساعدة كل من يحتاج المساعدة. ولكن يجب أن تكون هذه المساعدة حتماً أول من تتصل به، لمحاولة العثور على محامٍ مختص بالمساعدة القانونية.

هناك شروط مالية من أجل الحصول على المساعدة القانونية.  ولذلك لا يمكنك، على سبيل المثال، الحصول عليها إذا كنت غنيًا جدًا، ولكن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يصلون إلى المملكة المتحدة ويطالبون بحق اللجوء يستحقون المساعدة، وهذا هو الحال بشكل خاص إذا كنت تحصل على سكن ودعم مالي من وزارة الداخلية – أنت بالتأكيد مؤهل أيضًا للحصول على المساعدة القانونية.

حسنًا، ربما يمكنك معالجة هذا النوع من سوء الفهم الذي نجده بين طالبي اللجوء، وهو أنك تحصل على محامين أفضل بكثير إذا دفعت لهم؟

محامو المساعدة القانونية ليسوا بالتأكيد أدنى مستوى من المحاميين الآخرين–  ليست المسألة هنا على الإطلاق.

كي تمارس عملك في قضايا اللجوء بالمساعدة القانونية، يجب أن تكون لديك مؤهلات إضافية خاصة تفوق ما تحتاجه لتكون محامي لجوء خاص.  وأنت أيضًا تخضع للكثير من عمليات التدقيق من وكالة المساعدة القانونية، والتي ستتحقق من أن العمل قد تم بشكل صحيح وبعناية، لذلك فليس الأمر على الإطلاق أن محامي المساعدة القانونية سيكون أدنى من المحامي الذي تدفع له بشكل خاص.  يجب ألا يكون هذا مصدر قلق لدى الناس على الإطلاق.

حسنًا، لطالما، يا سونيا،  قلتُ للعملاء الذين اتصلوا بي، في الواقع أفضل المحامين من يعمل مجاناً.  الأكثر تفانياً في تجربتي هم محامو المساعدة القانونية.

أعتقد أن الغالبية العظمى من المحامين الذين يدرسون قضايا اللجوء يقومون بذلك من خلال المساعدة القانونية، على حد علمي.  لا أعرف الأرقام، ولكن بالتأكيد الغالبية العظمى، على ما أعتقد.

طالبو اللجوء السوريون، الذين أعتقد أن قضاياهم واضحة إلى حد ما في الوقت الحالي على الأقل، غالبًا ما يتابعون قضايا اللجوء دون محام.  ولكن باعتقادك كيف يمكن للمحامين المساعدة؟

حسنًا، كلارا، أنت لا تعرف أبدًا الاخطاء التي قد تحدث.  على سبيل المثال، كان لدي عملاء سوريون رفضت وزارة الداخلية الاعتراف بأنهم سوريون.  ولذلك إن قررتْ أن تقول لك بأنك في الواقع لست سوريًا، وبأنك من مكان آخر، الأمور حينها يمكن أن تسير بشكل خاطئ، وبسرعة كبيرة.

يمكن للمحامي الجيد مساعدتك في كل شيء بشكل كامل، وما لا يمكنهم المساعدة فيه بشكل مباشر، يمكنهم البحث عن محام آخراً للمساعدة.  لذلك من المهم أن يكون لديك محام منذ بداية الإجراءات.

على سبيل المثال، إذا قررت وزارة الداخلية، عند تقديم طلب اللجوء لأول مرة، أن المملكة المتحدة لا تحتاج في الواقع إلى اتخاذ قرار بشأن طلب اللجوء الخاص بك، فأنت بحاجة إلى محامٍ في هذه المرحلة حتى يتمكن من تقديم المشورة لك بشأن إمكانية الطعن في هذا القرار أم لا.

نحن ندرك أيضًا أن وزارة الداخلية تصادر الهواتف المحمولة للأشخاص عند وصولهم، لذلك يمكن للمحامين المساعدة في ذلك.  إذا تم وضعك في سكن غير مناسب، مثل ثكنات الجيش، فيمكن للمحامين المساعدة في ذلك أيضًا.  لذلك لا يتعلق الأمر فقط بطلب لجوئك، ولكن يمكن للمحامي مساعدتك في قضايا أخرى كذلك.

من المهم أيضًا أن يكون لديك محام لإرشادك خلال إجراءات اللجوء.  وسيكون قادراً على تحديد الأمور والتجارب التي مررت بها والتي تتعلق مباشرة بتقديم طلب اللجوء.  وسوف يساعدك في تقديم طلبك بوضوح، وكذلك في توفير إفادات الشهود، والتي غالبًا ما تكون مهمة جدًا.

هناك معايير محددة يجب تحقيقها في طلبات اللجوء، ومن المهم الحصول على المشورة حتى تفهم ماهية هذه المعايير واحتمالات نجاح طلب اللجوء الخاص بك.

هذا مفيد حقًا، شكرًا لك.  دعينا نناقش تفاصيل عملية اللجوء الآن، سونيا.  أولاً وقبل كل شيء، كيف يصل طالبو اللجوء إلى هنا؟

حسنًا، الطيران ليس دائمًا خيارًا، حتى قبل الوباء، وذلك بسبب صعوبة الحصول على التأشيرات.  وقبل عدة سنوات، أغلقت وزارة الداخلية هذا الخيار إلى حد كبير، رافضة معظم طلبات السوريين للحصول على تأشيرات الزيارة.  لذلك، عوضاً عنه، يسافر الناس براً عبر أوروبا، ثم يعبرون القناة، عادةً بواسطة الشاحنات أو القوارب الصغيرة.

إذا، هل بقي هناك أية طرق آمنة يا سونيا؟

هناك خطط إعادة التوطين، لكن تم إغلاقها في مارس/آذار من العام الماضي.  قالت وزارة الداخلية إن الإغلاق سببه الوباء، لكنها استمرت في ترحيل الأشخاص من المملكة المتحدة خلال نفس الفترة، لذلك من الصعب جداً فهم عدم قدرتهم على استقبال الناس.

لا يشارك المحامون عادة بشكل كبير في خطط إعادة التوطين، لأن القادمين من خلالها يتمتعون بالفعل بوضع اللاجئ لحظة وصولهم.  وعادة ما يقتصر دور المحامي مع الأشخاص الذين أتوا عن طريق إعادة التوطين الطوعي المساعدة على طلبات لمّ شمل الأسرة.

لنفترض أن البعض وصل  إلى الشاطئ بطريقة أو بأخرى، ماذا سيفعلون بعد ذلك؟ لنفترض أنهم جاؤوا عن طريق القوارب الخطيرة للغاية عبر القناة من فرنسا أو من أماكن أخرى في أوروبا، فماذا يحدث عند وصولهم؟

حسنًا، سينقلون إلى وحدة الاستيعاب في كينت، أو في مكان قريب منها.  في البداية، أعتقد سيزودونهم بملابس جافة وبالطعام وبعض العناية، لأن هذه رحلة سيئة وخطيرة للغاية، وعندما يصل الناس فا يكونون بشكل عام بحالة جيدة جدًا.

بعد ذلك، تُجرى مقابلة الفرز الأولية التي يُسألون فيها عن أسباب قدومهم إلى المملكة المتحدة.

في العام الماضي، أعتقد ابتداء من سبتمبر/أيلول، رأينا أشخاصًا وصلوا بالقوارب وخضعوا لإجراءات مستعجلة.  وقالت وزارة الداخلية إن هذا كان بسبب الوباء. لكن لم يطرحوا جميع أسئلة مقابلة الفرز، مثل، كيف كانت رحلتك إلى المملكة المتحدة؟ هذا سؤال مهم حقًا، لأن بعض الأشخاص يتم الاتجار بهم وهم في طريقهم إلى المملكة المتحدة.

نظرًا لعدم طرح أسئلة مقابلة الفرز هذه، لم تضع وزارة الداخلية هذا الشخص ضمن إجراء الاتجار لمحاولة تحديد ما إذا كان ضحية له أم لا، لأنه يمكن معالجة قضيتهم بطريقة مختلفة لو تعرضوا له.  بدلاً من ذلك، نقلوهم عبر أماكن الإقامة بسرعة كبيرة ثم وضعوهم في مراكز الترحيل في محاولة من وزارة الداخلية لإعادتهم إلى أوروبا بشكل مستعجل جدًا.  كان ذلك في العام الماضي، عندما كانت القوانين القديمة سارية.

المشكلة بعد ذلك، بالطبع، في مركز الترحيل. لدينا محامون متاحون وسيجلسون ويقدمون المشورة ويلتقون بالناس طوال اليوم.  وهذه هي النقطة التي قد يرى فيها الشخص محامياً، ويشرح فيها تجاربه التي مر بها في الطريق، وسيحدد المحامي إن كان قد تم الاتجار به، وهنا تبدأ التحديات القانونية لمحاولة وزارة الداخلية ترحيل الأشخاص الذين لديهم بالفعل أسباب وجيهة لتقديم طلباتهم في المملكة المتحدة.

ونظرًا لأن وزارة الداخلية لم تطرح الأسئلة ذات الصلة على الإطلاق منذ البادية، فهي لم تحدد مطلقًا ما يجب أن يحدث مع هؤلاء الأشخاص.

ربما لم تؤخذ اعتبارات أخرى مهمة، مثل وجود  أقارب في المملكة المتحدة؟

لست متأكدة أنهم سألوا عن هذه الأمور أم لا، ولكن من الواضح أن وجود عائلة في المملكة المتحدة أمر مهم للغاية. أعتقد في العام الماضي كان هناك قضية حول إعادة بعض الأشخاص إلى إسبانيا، وكان لديهم عائلة في المملكة المتحدة.  وبموجب قوانين العام الماضي، كان من حقهم النظر في طلب اللجوء الخاص بهم في المملكة المتحدة.

من هم الأشخاص الذين يرسلون إلى المخيمات العسكرية؟ ما هي أنواع طالبي اللجوء الذين يتم إرسالهم إلى هناك؟ ومن يتم إرسالهم إلى أماكن الإقامة العادية؟

لا يوجد منهج واضح لهذا الأمر المجنون، بحسب متابعتي.  حتى الآن، الذكور غير المتزوجين يرسلون إلى مخيمات نابير وبنالي.  لكن، لم نتمكن من تحديد أي نمط.  الأشخاص الذين وصلوا بالقوارب وضعوا في ثكنات الجيش، لكننا نعلم أيضًا بوجود أشخاص تم اعتقالهم في داخل البلد وانتهى بهم الأمر في ثكنات الجيش، لذلك لا نعرف كيف يتم الفرز.  يمكن أن ينتهي بك المطاف في أي مكان، حسبما يبدو.

تقول وزارة الداخلية إن الثكنات تُستخدم فقط كسكن أولي، أي ليس أكثر من ثلاثة أشهر، ولكن نظرًا لأن الأمر مازال حديثاً جدًا، فمن غير الواضح تمامًا كيف ستسير الأمور.

هل تزامن فتح ثكنات الجيش هذه مع وصول القوارب عبر القناة؟ هل تم تأسيسها حينها؟

افتتح بينالي (Penally) في سبتمبر/أيلول، حسب اعتقادي.  وأعتقد أن نابير (Napier) في نفس الوقت تقريبًا، وكلاهما كانا ثكنات عسكرية سابقة. أعتقد أن ذلك بدأ مع وصول بالقوارب، ومن أتى بالقوارب تم إيواؤهم هناك في البداية، ولكن يوجد افتقار حقيقي للشفافية مما يصعّب التأكد مما يحدث بالضبط.

إحدى الأشياء التي أبهجتني حقًا مؤخرًا، وألهمتني حقًا، وجود تنسيق بين طالبي اللجوء في  مخيم بينالي في ويلز، حيث قاموا بنشر معلومات حول الظروف هناك.  هل يمكنك التحدث عن ذلك؟ حول حال تلك المخيمات؟

مخيم بينالي، على وجه الخصوص، موقع بعيد للغاية.  فأقرب محام مساعدة قانونية يعمل مجاناً هو على بعد أكثر من ساعة بالسيارة، ذهاباً فقط. ومعظم محامي المساعدة القانونية على بعد ساعتين بالسيارة، أي أربع ساعات ذهابًا وإيابًا لمن أراد من المحامين مقابلة موكليهم.  وهذا شيء صعب على المحامي، وهو أيضاً يجعل الوصول إلى محام أكثر صعوبة للأشخاص الموجودين في بينالي.  

وقد تمكن المحامون من مساعدة بعض الأشخاص على الخروج من بينالي، خصوصاً إن كان الشخص عنده مشاكل كثيرة، فمن الممكن نقله للخارج.

لا ينتهي الأمر بالجميع في مخيم عسكري، نحمد الله على ذلك.  هل يمكنك وصف الطريقة العادية لطلب اللجوء؟ في حال لم يلق القبض عليك عند الشاطئ أو وضعك في مخيمات عسكرية - من المفترض  الذهاب إلى وزارة الداخلية شخصيًا وتحديد موعد وما إلى ذلك. هل يمكنك وصف هذا الإجراء؟

بالنسبة للأشخاص الموجودين بالفعل في المملكة المتحدة - وبشكل رئيسي الذين لم يصلوا بالقوارب، كانوا عادة يقدمون طلبهم في وزارة الداخلية.  ويوجد مبنى في كرويدون، وهو المكان الرئيس. عليهم الاتصال بالهاتف والقول فقط إنهم يرغبون في طلب اللجوء، وسيمنحون موعدًا للذهاب إلى مبنى وزارة الداخلية وإجراء مقابلة الفرز الخاصة بهم.




إذا، كيف يكون ذلك؟ الذهاب إلى وزارة الداخلية لأول مرة؟ وهذا في كرويدون، وهي إحدى ضواحي لندن.

إنه مبنى كئيب للغاية، وهذا هو الانطباع الأول الذي ستحصل عليه.  ستقف في طابور طويل وسيتعين عليك المرور عبر الأمن ثم تنتظر حتى يتم استدعاؤك لإجراء مقابلة الفرز.

إنه إجراء مخيف، لكن عليك فقط أن تبقى هادئاً قدر الإمكان.  سيطلب منك الشخص الذي يجري المقابلة من وزارة الداخلية تقديم بعض التفاصيل الشخصية، بما في ذلك معلومات عن عائلتك، وسيطرحون بعض الأسئلة الأساسية حول رحلتك إلى المملكة المتحدة، وسبب قدومك إلى هنا لطلب اللجوء، وأساس طلب اللجوء الخاص.

ستطرح وزارة الداخلية أسئلة حول وصولك هنا عبر بلد آخر. وسيقررون بعد ذلك إن كان عليك طلب اللجوء في أي بلد مررت به.  ويمكنهم استخدام هذه المعلومات ليقولوا إنه لا يمكن النظر في طلب اللجوء الخاص بك في المملكة المتحدة.

كانت نصيحتي لطالبي اللجوء، على الأقل في مقابلة القبول الأولية تلك، الكلام أقل ما يمكن. لا تتحدث كثيرًا عن طلب اللجوء وأسبابه لأنه يمكن استخدامه ضدك بعد ذلك. "أوه، لقد قلت هذا. والآن أنت تقول شيئاً آخر".  وعادة لا يرى الناس محامي لجوء في تلك المرحلة، أليس كذلك، لذا فهم نوعاً ما لوحدهم، حقاً؟  لذا أقول، قل أقل ما يمكن. هل توافقين يا سونيا؟

أنا لن أعطي نصيحة قانونية بهذا الشأن.

أما أنا أشعر بالحرية إلى حد ما في إعطاء النصيحة، لأنني تقاعدت.  حسنًا، على أية حال.  بعدها إذا لم يكن لديك مكان تعيش فيه ولم يكن لديك أي نقود لتجد سكنًا، ماذا يحدث؟

يجب أن تخبر وزارة الداخلية بأنك بحاجة إلى دعم، وإذا وافقوا على طلبك، سيقدمون لك دعمًا طارئًا أثناء النظر في طلبك، وبعد ذلك إذا تمت الموافقة عليه، يعطونك مكانًا للعيش فيه.  ويمكن أن يكون ذلك في شقة أو منزل أو على الأرجح في نزل أو ثكنة للجيش.  وسيرسلونك إلى أي مكان متاح، لذلك قد ينتهي بك الأمر في منطقة نائية في المملكة المتحدة، وستجد مرة أخرى صعوبة الحصول على محام قريب منك.

سوف يقدمون لك دعمًا نقديًا يبلغ حاليًا ٣٧.٧٥ جنيهًا إسترلينيًا لكل شخص في أسرتك، في الأسبوع.  وهم يضعون ذلك على بطاقة مصرفية - بطاقة السحب الآلي - حتى تتمكنين من استخدامها للحصول على أموال نقدية بالفعل.  هذه الأموال مخصصة لأشياء مثل الطعام والملابس وأدوات النظافة – أي الضروريات.

لن تسكن في لندن عادةً.  والسبب المعطى هو أن السكن في لندن باهظ الثمن.  إنهم يستخدمون النظام الخاص، أي ليس إسكان السلطة المحلية ولكن السكن الخاص.  فهل يمكنك أن تتحدثي قليلاً عن مزودي الإقامة الخاصة؟ هل هم مسؤولون؟

لديهم شروط تعاقدية مع وزارة الداخلية، لكننا لا نعرف طبيعة تلك العقود، لذلك من الصعب تحديد ما إذا كان يُلتزم بها أم لا.  لدينا بعض السياسات الخاصة بما يجب أن يفعله موفرو الإقامة، ولكن من المقلق أن تقوم شركات خاصة بذلك، لأنه من الواضح أن دافعهم الربح.

المشكلة الأكبر حالياً تكمن في اعتماد الأشكال المؤقتة من السكن. توجد مقترحات لثكنة عسكرية أخرى في ساوثهامبتون في الوقت الحالي.  وفي الشهر الماضي، أنشأت وزارة الداخلية بناء مؤقتاً بجوار مركز ترحيل المهاجرين في يارلسوود Yarlswood، وتعتزم إيواء ٢٠٠ شخص هناك أيضًا.  ويبدو أن هناك توجهاً لاستبدا السكن غير الملائم بالأصل بأماكن إقامة أسوأ بكثير، تديرها الشركات الخاصة.  

الأمور تسوء، وليس هناك داع لإنكار ذلك.

لكي نكون أكثر إيجابية نوعاً ما، هل صحيح أنه يمكن العثور في المراكز التي يتجمع فيها الناس على أفراد من مجتمعك. لنقل إن في ليدز الكثير من السوريين، أو في مانشستر.  وعادة يمكنك إيجاد محامي هجرة جيدين ومتمكنين في الأماكن التي يتجمع الناس فيها.  وبشكل عام يعتمد الجميع على إيجاد أعضاء من مجتمعهم للحصول على الدعم.

وكذلك الجمعيات الخيرية.  فهناك الكثير من الجمعيات الخيرية الشعبية في المناطق التي يتم فيها إيواء طالبي اللجوء.  أينما ينتهي بك الأمر، ما عليك سوى التواصل ومعرفة المؤسسات الخيرية المحلية الموجودة، وغالبًا ما تكون أول منفذ جيد للتواصل، ويمكنهم مساعدتك في أشياء أخرى مثل محاولة إيجاد محام.

كيف تجدين محامي؟

هناك عدد من الخيارات المختلفة.  ستعطيك وزارة الداخلية معلومات عن منظمة تسمى Migrant Help (مساعدة المهاجرين)، ولديهم عقد مع وزارة الداخلية لتقديم الدعم لطالبي اللجوء في سكن اللجوء.  ومع ذلك، فهي لا توفر دائمًا المساعدة. لو لم يستطيعوا المساعدة، عليك أيضًا محاولة العثور على محام بنفسك.

إذا كانت هناك جمعيات خيرية شعبية، أو أي مؤسسة خيرية تصادفونها تعرض المساعدة، اسأليهم عما إذا كان بإمكانهم مساعدتك  في العثور على محام.

يمكنك أيضًا البحث على Google  " ابحث عن محامي المساعدة القانونية (find a legal aid lawyer)" سيظهر رابط، وهو find-legal-advice.justice.gov.uk وإذا أدخلت بعد ذلك الرمز البريدي أو اسم المدينة التي تتواجدين بها، وتضعين علامة في المربع الذي يقول الهجرة واللجوء (immigration and asylum)، فسوف يعطيك قائمة بالمحامين المجانيين الذين يساعدون اللاجئين. عليك الاتصال هاتفيًا بكل منهم وسؤالهم عما إذا كان بإمكانهم المساعدة.  وإذا قالوا لا، فاسألي إذا كان بإمكانك الانتظار وإذا انتظرت، كم من الوقت سيستغرق الأمر حتى يتمكنوا من مساعدتك.

إذا وجد مركز قانوني بالقرب منك، فعليك بالتأكيد المحاولة هناك.  وقد يكون من الصعب اجتياز هذه المرحلة الأولية إذا كنت لا تتحدثين الإنجليزية، لذا إذا أمكن، حاولي العثور على شخص يتحدث الإنجليزية وعلى استعداد لمساعدتك في الحصول على الموعد الأول.  بعد أن يتولى محام قضيتك، يمكنه عندئذٍ الترتيب للحصول على مترجم فوري.

عظيم.  وهكذا، ستكون المرحلة التالية هي مقابلة اللجوء، أليس كذلك؟ ونأمل أن يكون لديك محام لمساعدتك في الاستعداد لها.  ما الأسئلة المتوقعة في مقابلة اللجوء؟

بمجرد حصولك على الدعوة إلى المقابلة من وزارة الداخلية، فإنني أوصيك بالجلوس وكتابة قصتك مسبقًا.  وعليه فأنت تكتبين قصة حياتك بشكل أساسي، ولكن بشكل خاص ما حدث في بلدك وأدى إلى المغادرة.

على وجه الخصوص، حاولي تذكّر تواريخ الأحداث.  فمن الأفضل معرفتها مسبقًا، بدلاً من أن تتذكرها مباشرة عندما تطلب منك وزارة الداخلية ذلك.  سوف يسألونك عنها بالتأكيد، لذلك من الجيد أن تقومي بالتحضير.  ولكن إذا كنت لا تستطيعين تذكر التواريخ بدقة، فعليك فقط أن تقولي ذلك إلى وزارة الداخلية، بدلاً من محاولة التخمين.

ستكون مقابلة اللجوء نفسها، إما شخصيًا أو عبر الفيديو.  وفي حال أخبروك أن مقابلتك ستكون عبر الفيديو، لكنك لست مرتاحة لذلك، فيمكنك أن تقولي لوزارة الداخلية أنك تريدين إجراء مقابلتك شخصياً وليس عن طريق الفيديو. يجب أن تدركي أن هذا قد يعني تأخير الموعد.

في المقابلة، ستطرح عليك وزارة الداخلية العديد من الأسئلة حول رحلتك إلى المملكة المتحدة - أكثر تفصيلاً مما سألته لك سابقًا في مقابلة الفرز.

سوف يسألون أيضًا عن حياتك في وطنك.  وسيطرحون عليك أسئلة لاختبار معرفتك ببلدك.  وهذا للتحقق من أنك فعلاً من ذلك البلد.  أسئلة مثل، كيف يبدو العَلَم، ما العملة المستخدمة، وما محطات الراديو المحلية؟ وسوف يسألون عن الأحداث التي أدت إلى اضطرارك للفرار من البلاد.

إذا كنت بحاجة إلى مترجم فوري، فسيتوفر هناك، ولكن عليك أن تخبري وزارة الداخلية مسبقًا أنك بحاجة إلى مترجم فوري واللغة المطلوبة.  من المهم للغاية أن تتحققي من أن المترجم الفوري يتحدث نفس لغتك، وإذا كان لديك أية شكوك بشأن ذلك، فعليك إبلاغ وزارة الداخلية على الفور.

يمكن أن تستغرق المقابلة وقتًا طويلاً جدًا.  وليس غريباً أن تستغرق عدة ساعات، لذا عليك أن تكوني مدركة لذلك.  إذا كنت بحاجة إلى استراحة، فكل ما عليك فعله هو أن تطلبي ذلك ممن يجري المقابلة.  وعلى وجه الخصوص، إذا كنت تجدين صعوبة بالغة في التحدث عما حدث لك، فما عليك سوى طلب استراحة إذا كنت بحاجة إليها.

مقابلة وزارة الداخلية، هل يحاولون حقًا الإيقاع بك؟ أم أن أسلوب إجراء المقابلات لدى وزارة الداخلية يتسم بالتعاطف؟

الأمور تعتمد على من يجري المقابلة.  بعضهم جيد، وبعضهم سيء.  لا توجد طريقة لمعرفة ذلك قبل المقابلة.

ستحصلين على نسخة، بعد المقابلة، من سجل المقابلة، ومن المهم جداً مراجعتها والتأكد من تسجيل الإجابات التي قدمتها، وإذا قلت أي شيء غير صحيح، يجب الاتصال بوزارة الداخلية في أقرب وقت ممكن بعد المقابلة وإخبارهم، وقولي فقط: أوه، لقد أعطيت هذه الإجابة، وكانت غير صحيحة.  لم أفهم السؤال.  فقط اشرحي لماذا أعطيت إجابة خاطئة.  ومن المهم أن تتحققي من سجل المقابلة لأنه سيستخدم لاتخاذ القرار بشأن قضيتك.

أنا فقط أتخيل صعوبة تحديد التواريخ.

هذا صعب فعلاً.  لهذا السبب أقول اكتبي كل شيء مسبقًا، لأنه إذا لم تتمكني من تذكر شيء ما، فربما يمكنك الذهاب والتحقق من إيميلك أو الرسائل النصية أو شيء من هذا القبيل. 

والأمور أصعب بعد التعرض لصدمة نفسية؟

بالضبط.  إنه صعب للغاية.  لهذا السبب قلت، إذا كنت لا تتذكري موعدًا، فلا تخمّني.  على سبيل المثال، إذا كنت تقدمين طلب لجوء وقدمت تاريخاً ما لحدث ما، ثم حددت تاريخًا مختلفًا في المرة التالية، فسيؤدي ذلك إلى حدوث مشاكل.  إذا كنت لا تتذكرين شيئًا، فقط قولي إنك لا تتذكرينه.  والأفضل أن تتحققي جيدًا مسبقًا من كل التواريخ.

في نهاية مقابلة اللجوء الخاصة بك، إذا لم يقدموا لك نسخة من سجل مقابلتك، فعليك طلب ذلك.  هذا مهم للغاية.
< div>
في السابق، لا يتم إعطاؤك نسخة من سجل المقابلة فقط، بل تقرأ عليك سجل المقابلة مرة أخرى وتوقعين عليه وتوافقين عليه، لذلك كانت فرصة - من الناحية النظرية على الأقل - لتصحيح نفسك؟

قد يكون الأمر صعبًا في نهاية المقابلة مباشرةً، لأنك ستكونين مرهقة وتريدين الخروج من هناك.  لذا، أعتقد أنه من الافضل قراءة السجل بتأن في اليوم التالي، على سبيل المثال.

نصيحة جيدة.  إذاً، لقد أجريت مقابلة اللجوء الخاصة بك - أخيراً، انتهى الأمر - ربما تستغرق  ثماني ساعات حسبما سمعت في بعض الحالات، لكن الأمر انتهى.  إذاً، إلى متى يجب أن تنتظري النتيجة؟

لا توجد إجابة مؤكدة على الإطلاق.  يمكن بسهولة أن تكون سنة أو أكثر، أو قد تستغرق أسابيع فقط.  ولا توجد طريقة لمعرفة أية قضايا ستنجر بسرعة.  على سبيل المثال، على الرغم من أن الحالات السورية واضحة بشكل عام، فقد سمعت عن تأخير بعضها لفترات طويلة.

 هذه مشكلة مخيفة، لنقل جاء أحد أفراد الأسرة وانتظر قرار طلب اللجوء حتى يتمكن من إنقاذ بقية أفراد أسرته الذين لا يزالون في خطر في سوريا. هل هناك طريقة  للتعجيل في  القرار؟

هذا الذي وصفته للتو، يحتاج إلى محامٍ بالتأكيد. من الممكن الطعن في تأخير اتخاذ القرار عبر إجراء يدعى المراجعة القضائية.  لكنه ليس بسيطا، فلإجراء المراجعة هذه، يجب أن يكون التأخير كبيراً، وأن تكوني قادرة على إثبات وقو ضرر أو إجحاف محدد فوق المستوى العادي.

ومن الممكن تقديم طعن قانوني، لكن هذا استثناء وليس القاعدة.

حسنا.  ستصلك رسالة فيها القرار عير البريد.  وأعتقد أنه إذا كان قصيرًا فهذه أخبار جيدة. ماذا يحدث الآن؟

حسناً، إذا تم منحك وضع لاجئ بعد مقابلة وزارة الداخلية، فهذا يعني أنه اعترف بك رسميًا كلاجئ وستمنحك المملكة المتحدة تصريح بالبقاء لمدة خمس سنوات.  بعد تلك السنوات الخمس، يمكنك التقدم بطلب للحصول على تصريح بالبقاء لأجل غير مسمى كما هو القانون الحالي، وبعد ذلك، على الجنسية البريطانية.  لذلك، ستكونين قادرة على العمل، وستتمكنين من الحصول على الحقوق، وستتمكنين أيضًا من إحضار عائلتك للانضمام إليك.

وهو ليس إجراء سهلاً أيضًا.  لم شمل الأسرة إلى المملكة المتحدة يمكن أن يكون صعبًا.  هل سيساعد المحامون في ذلك مجانًا؟

حسنًا، لقد أوضحت صعوبة الوصول إلى محامٍ مجاني، كشخص يطلب اللجوء.  ولسوء الحظ، يصعب الوصول إلى محامٍ مجاني لطلبات لمّ شمل عائلات اللاجئين.  وهذا ليس مستحيلًا تماماً، لكنك تحتاجين فقط إلى العثور على الأشخاص المناسبين لمساعدتك، لأن تمويل المساعدة القانونية غير متاح تلقائيًا لحالات لم شمل عائلات اللاجئين.

الخطوة أولى الحصول على ما يسمى بتمويل الحالات الاستثنائية من وكالة المساعدة القانونية.  وهناك جمعيات خيرية تساعد في الحصول على هذا التمويل. ثم تحتاجين إلى العثور على محام، ولك هناك عدد قليل من المحامين الذين يقومون بجمع شمل عائلات اللاجئين، لذلك هناك صعوبة كبيرة هنا.

إذا كان لديك محام طوال فترة طلب اللجوء الخاص بك، فمن المأمول أن يتمكن من مساعدتك هنا، ويمكنه أيضًا المساعدة في طلب تمويل الحالة الاستثنائية.  

لكن ستؤتي المثابرة ثمارها؟

نعم.  لهذا السبب أقول عندما تتواصلين مع مختلف الأماكن والجمعيات، ويرفضونك، لا تقبلي ذلك الرفض، واسألي متى يمكنهم تولي القضية.

حسنًا، إذا كنت قد حصلت على حق اللجوء، فيمكنك التقدم بطلب للحصول على وثيقة سفر من الأمم المتحدة لأنك تخليتي عن جواز سفرك الخاص ببلدك.  ويمكنك العمل والدراسة وأن تسير حياتك بمسار جيد.  لكن ماذا يحدث إذا كان القرار سلبيا؟  ماذا يحدث؟

إذا لم يكن لديك محام مسبقاً، فاحصلي على محام.  لأنك ربما تحتاجين إلى استئناف هذا القرار.  وستحتاجين حقاً لمحامٍ لهذا الإجراء.  

سيتم تقديم الاستئناف وبعد ذلك سيكون هناك بعض الأخذ والرد مع وزارة الداخلية ومحاميك، أو معك إذا كنت تقدمين الاستئناف بنفسك.  وستقوم وزارة الداخلية بمراجعة القرار.  ويمكنك تزويدهم بمزيد من المعلومات وقول لا، لهذا السبب كان قراركم خاطئًا، ومحاولة حملهم على التراجع عن القرار.

من المستبعد جدًا أنهم سيفعلون ذلك، وبالتالي، المحكمة ستساعدكما أنت ووزارة الداخلية على إعداد القضية، وبعد ذلك ستمنح موعدًا للاستماع إلى الاستئناف.

ويتضمن الإعداد إفادات الشهود، إذا كان هناك شهود. 

في موعد جلسة الاستماع، ستذهبون جميعًا إلى المحكمة وسيستمع القاضي إلى جميع الأدلة.

لن تعرفي نتيجة استئنافك مسبقاً.  وأنا لا أقترح محاولة التخمين، قد ترى بعض القضاة العابسين للغاية أثناء المرافعة، ولكن الاستئناف سينجح.  في الغالب، قرارات الاستئناف سريعة نسبيًا.  في غضون شهر أو نحو ذلك.

إنه أمر مخيف، لكن، من تجربتي، فمن المرجح أن ينصت القاضي  لك- مهما كان عابساً- أكثر من وزارة الداخلية.  فلديك فرصة أفضل للاستئناف، حقًا.

هذه تجربة مخيفة حقًا، وكما هو الحال مع الذهاب إلى وزارة الداخلية، فالذهاب إلى المحكمة حيث يتم الاستماع إلى الاستئناف ليس مريحاً.  ولكن، يوجد فرضة طيبة لنجاح الاستئناف، لذلك، إذا تلقيت رفضًا في طلب اللجوء الأولي الخاص بك، فهذه ليست نهاية الطريق.

في هذا المجال أيضًا، المثابرة تؤتي ثمارها.  وأعتقد بصدق انك إذا حكيت قصتك بشكل مباشر وصريح وبصوت عاطفي، أي القصة الحقيقية لتجربتك، فمن المرجح أن يستمع القاضي بتعاطف.

كنت تقولين الوضع تغير هذا العام. أعتقد أن هذا قد يكون مرتبطًا بالبريكست، خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.  لذا ربما يمكنك مساعدتنا في فهم  التغيرات الحاصلة؟

أحب أن أعرف ما هي خطط وزارة الداخلية.  لقد نشروا قواعد جديدة تتعلق باللجوء والتي تنص على أنه يمكنهم اعتبار طلب اللجوء غير مقبول إذا كان الشخص على صلة بدولة أخرى، وتنص هذه القواعد أيضًا على أنه يمكنهم نقل هذا الشخص إلى تلك الدولة.

لذا على سبيل المثال، إذا كنت قادمة من سوريا ولديك عائلة في بلغاريا، لأن هذا هو المكان الذي انتهى بهم الحال عندما فروا من سوريا، سيعتبر هذت اتصال ببلغاريا. ولكن أيضاً إذا دفعوا، على سبيل المثال، لنيجيريا لتأخذك، فيمكنهم حينها القول إن طلب اللجوء الخاص بك غير مقبول لأن ابن عمك في بلغاريا، ولأن نيجيريا وافقت على أخذك، لذلك سنرسلك إلى نيجيريا.

هذا هو القانون كما هو مكتوب، ويبدو أن هذا ما يمكنهم فعله.  ومع ذلك، لا يوجد ما يشير حتى الآن إلى أنهم يخططون لاستخدام القواعد بهذه الطريقة، والتعليمات والشروحات الصادرة عن الوزارة لا تساعد على فهم ما الذي سيقومون به.

يبدو أن القصد من ذلك هو استخدام هذه القواعد الجديدة بنفس الطريقة التي كانت تُستخدم بها لوائح دبلن الخاصة بالاتحاد الأوروبي، ولكن القواعد الجديدة وضعت بطريقة مطاطة، بحيث يمكن أن يكون لها بعض العواقب المخيفة للغاية، كما في المثال الذي قدمته للتو.

ربما نحتاج إلى توضيح أنه عندما كانت المملكة المتحدة جزءًا من الاتحاد الأوروبي، كان يمكنها إعادة طالبي اللجوء إلى البلدان التي مروا بها في أوروبا.  لكن أوروبا لا تريد الآن استعادة اللاجئين، لذلك كان على الحكومة أن تبتكر هذه القاعدة الجديدة لتحل محل قواعد الاتحاد الأوروبي.

لكن سونيا، أنت وأنا محامون، ونعلم أن هذا لن ينجح.  فبادئ ذي بدء، على حكومة أخرى أو بلد آخر أن يوافق على أخذك؟

إنه غير قابل للتطبيق.  إذا وضعنا جانباً، للحظة، المبادئ الإنسانية الأساسية واتفاقية اللاجئين، فهذا يتطلب موارد مكثفة للغاية، لأنه ليس لديهم هذه الاتفاقات الكبيرة مع البلدان، ولكل طلب لجوء غير مقبول، سيحتاجون إلى محاولة الحصول على موافقة دولة أخرى لقبوله.  وسيأخذ هذا قدرًا هائلاً من الوقت، وجهداً كبيراً.

أنا قلقة بشأن التأخير الذي قد يتسبب فيه هذا في طلب اللجوء، لأنهم يقولون، "حسنًا، طلب اللجوء الخاص بك غير مقبول بينما نحن نبحث عن هذا المكان الآخر الذي سنعيدك إليه".

تستند هذه القواعد الجديدة إلى تأخير إضافي مدته ستة أشهر في بداية القضية، حتى تقرير إن كان طلب اللجوء مقبولًا أم لا.  وبعد ذلك، من المفترض أن تبدئي بانتظار مقابلة اللجوء الخاصة بك.  وحتى في انتظار تلك المقابلة، فإنه قد يستغرق عامًا.  ثم بعد مقابلة اللجوء الخاصة بك، أنت تنتظرين القرار الخاص بك.  لذلك، هي مجرد إضافة ستة أشهر أخرى من التأخير في بداية ذلك الإجراء.

وخلال فترة الستة أشهر هذه التي تقرر وزارة الداخلية ما إذا كان طلب اللجوء مقبولاً أم لا، سيكون هناك شكل من أشكال دعم اللجوء يقدم خلال تلك الفترة.

حسنًا، لن تكوني في الشارع.  قد تكونيين في ثكنة للجيش؟

نعم، هذه إحدى الأشياء المحتملة التي قد تحدث.  هل أنشئت مراكز الإقامة هذه تمهيداً لاستخدام قواعد عدم القبول تلك على نطاق أوسع؟ الأمر غير واضح.

الأمور تسوء بشكل كبير.  لقد ناقشنا للتو عمليات الترحيل إلى أوروبا - وهذا هو الاختلاف الرئيسي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.  أما بالنسبة للتغييرات الأخرى فإنني لا أعتقد أنها مرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على الإطلاق.

نحن نعلم أن هناك مشروع قانون للحدود السيادية قادم هذا العام.  ولا نعرف ما الذي يتضمنه، لكن لا نعتقد بأنه سيكون مفيداً للاجئين

نحن من الموقعين على اتفاقية اللاجئين، ولكن ما تحاول المملكة المتحدة فعله بالقوانين والقواعد الجديدة هو التحايل على التزاماتها بموجب اتفاقية اللاجئين. 

هذه صورة محزنة للغاية.  دعينا نأمل أن يزداد عدد "المحامين الناشطين" وأن يتمكن طالبو اللجوء من تشكيل مجموعات دعم ومجموعات مناصرة لهم.  مع تدهور الوضع فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ليس فقط لطالبي اللجوء، ولكن بالنسبة للجميع، فإن طالبي اللجوء هم في الخطوط الأمامية للمعركة على حقوق الإنسان.

أعتقد أن لدينا قطاعًا قويًا في المملكة المتحدة من المنظمات والجمعيات الخيرية التي تعمل لمساعدة طالبي اللجوء، ونحن متحدون وسنعمل بجد ضد أي تغييرات تؤثر سلبًا على اللاجئين.

سيكون عامًا صعبًا، ولكن هناك الكثير مما يمكننا القيام به، لا سيما فيما يتعلق بالمحامين الذين يجابهون هذه الأمور التي تسعى وزارة الداخلية لفرضها.  وهذا ما كان المحامون يفعلونه دوماً وهذا ما سوف يستمرون في فعله. سنواصل النضال وسنستمر في كسب بعض القضايا وخسارة البعض، ومن المرجح أن تواصل الحكومة التشهير بالمحامين في وسائل الإعلام.  لكن المعركة مستمرة.

حسنًا، بالتوفيق يا سونيا. أعني، أعلم أنه ستكون جمعية ممارسي قانون الهجرة مركز دعم لمحامي الهجرة في معاركهم، لذلك أتمنى لك كل التوفيق.

شكرا كلارا.  هناك الكثير من الأشخاص مثلي هناك، لذلك نحن في صفك بالتأكيد.  شكراً لاستضافتي. 




نشرت هذه المقالة على الانترنت بتاريخ ٢٠٢١/٣/٦.
شرح الرسومات:

مركز هاتون كروس لعقد جلسات التحكيم، تم رسم اللوحة بناء على صورة مأخوذة من فيديو صور من قبل المركز ذاته.

مركز الهجرة و اللجوء الواقع في مبنى لونر هاوس في كرويدون، تم رسم اللوحة بناء على صورة من خدمات غوغل للخرائط.

تم اجراء هذه المقابلة في ٢٠٢١/١/٨.
التسجيل الصوتي: م .يافا
التفريغ: زوي رانسون.
رسم اللوحات: :كيلي ستروم